الدكتور فايز ابو حميدان
اذا كنت صديقا حميما للممثل الامريكي براد بيت ولم يتعرف عليك في احدى اللقاءات، فلا تعتبره متكبرا فهو احد المصابين بمرض يسمى عمى الوجوه وهو ما يعرف بـ Prosopagnesy
وهي كلمة يونانية مكونة من جزئين «prosopon» و تعني وجه «agnosia» و تعني العمى ، أن عمى التعرف على الوجوه هو اضطراب معرفي في إدراك الوجوه حيث تكون القدرة على تمييز الوجوه صعبة. وليس براد بيت الشخص الوحيد المصاب بهذا المرض، فهناك مشاهير اخرون مثل ولية عهد السويد الاميرة فكتوريا التي تواجه صعوبة في تذكر وجوه الحاشية في القصر الملكي.
الكثير من الاطباء لم يسمعوا بهذا المرض، ولا يوجد له علاج والكثير من الناس لا يعرفون حتى بأنهم مصابون به، وأحيانا يتم الخلط بين مرض التوحد ومرض عمى الوجوه بالتشخيص. وسبب هذا المرض هو خلل في ترابط بعض اجزاء الدماغ المسؤولة عن تخزين معلومات عن ملامح الوجوه بالتحديد. ويقال بأن هناك أسبابا قد يكون لها دور في التسبب بالمرض وهي اقل شيوعاً كالتسمم بأول أكسيد الكربون واستئصال الفص الصدغي والتهاب الدماغ والاورام وضمور الفص الصدغي الأيمن والصدمات النفسية ومرض باركنسون ومرض الزهايمر.
عمى التعرف على الوجوه ، مرض وراثي يصيب 2-3% من الناس ، وعادة يكون عندهم مستوى ذكاء عالي ، ولديهم موهبة في تعلم اللغات ، وقدرة خارقة على الكلام والتعبير . لقد اجريت ابحاث على 265 شخصا مصابا بهذا المرض، وتم اكتشاف ان نسبة ذكاء بعض هؤلاء المرضى «IQ» تزيد على 130 وهي نتيجة فاجأت العلماء.
إذا قمنا بزيارة للصين فمن الصعوبة التمييز بين وجوه المواطنين الصينيين في البداية، لكن بعد مرور فترة زمنية نبدأ بالتمييز بين وجوههم خاصة إذا تعاملنا مع فئة محددة، لكن في حالة مرضى عمى الوجوه، فأحيانا لا يستطيع المصاب التعرف على أقرب الناس له، حيث أنهم يقومون بتعلم استراتيجية التمييز «التدريجية» او استراتيجية «ميزة بميزة» و قد تشمل على دلائل ثانوية كاللباس و المشية و لون الشعر و هيئة الجسم و الصوت.
أحد المصابين في امريكا استطاع وصف لباس لص دخل بيته بدقة ، ووصف بالتحديد كيفية سيره على الاقدام ، بل قام برسم الوشم الموجود على يديه وعند القبض عليه لم يستطع التعرف على وجهه. مفارقة غريبة ومحرجة !!!