الدكتور فايـز أبو حميـدان
الرجولة هي عبارة عن مادة التستوستيرون الكيميائية C19H28O2، التي تمنح الرجل مظهر الشباب وتعطيه القــوة والرجـولة والخشونة، ألا أن تغير مستواها بالجسم له نتائج سلبية على الرجل خاصة عندما يتقدم بالعمر.
إن التستوستيرون هو هرمون جنسي، يؤثر على نمو العضلات والعظام، وعلى نمو الشعر عند الرجل، ويتحكم بقدرته على ممارسة الحياة الجنسية، ووجوده لا يقتصر فقط على الرجل، بل هو موجود عند المرأة، ويوفر لها العديد من الفوائد إلى جانب تأثيره في الحياة الجنسية، فهو يتحول إلى هرمونات أخرى لها تأثير على عملية الإباضة والحفاظ على الجنين.
إن الاهتمام الكبير الذي حظي به هذا الهرمون مؤخراً في العديد من الدول الصناعية كان ملفتا للانتباه، خاصة فيما يتعلق بالرجل ، الذي هو عرضة لتغير نسب هذا الهرمون بعد سن الأربعين كما هو الحال عند السيدات ، ووفقـــاً للنتائج التي توصلت إليها الأبحاث العلمية الحديثة، فالاهتمام الملحوظ بالمرأة فيما يخص هذه التحولات المتعلقة بالعمر، انعكس على الأبحاث العلمية التي تجرى في هذا المجال ، وأدى لظهور دراسات جديدة تسعى لاكتشاف وإيجاد علاجات متعددة لها في هذه المرحلة ، بهدف زيادة مستوى الوعي الصحي في المجتمع فيما يتعلق بسن الإياس عند المــرأة ، مما مهد لدراسات وعلوم لبحث موضوع سن الإياس عند الرجل ، الا أنها مازالت في خطواتها الأولى.
هناك توجه عام في الولايات المتحدة الأمريكية لدى الرجال لتحصين أنفسهم بهرمون الذكورة (التستوستيرون)، إما عن طريق حبوب خاصة، أو استخدام جل، أو حتى عن طريق الوخز بالإبر، وذلك حرصاً منهم على إيقاف تقدم العمر في اتجاه سن الإياس، وللحصول على مظهر شاب، ومقـدرة جنسية جيدة. لكن هناك انتقادات طبية متعددة فيما يتعلق بالإسراف باستخدام الهرمون؛ حيث أنه يوقف عملية الإنتاج الطبيعي للهرمون بالجسم، ويقلل نسبة الخصوبة لدى الرجل، بالإضافة إلى آثار جانبية سلبية أخرى كالتسبب في التعجيل بنشوء سرطان الخصية، وزيادة نسبة الجلطات الدماغية والقلبية. وعليه يفضل بعض العلماء أن يتم التعامل مع هرمون التستوستيرون بجسم الرجل بوضعه الطبيعي أي عند انخفاض نسب الهرمون بزيادة العمر، وعدم التلاعب بهذه النسب لتلاشي الآثار السلبية.
أما في حالة الإصابة بمرض نقص التستوستيرون الموجود لدى 5_6 % من الرجال، والذي يؤدي إلى حدوث مشاكل تتعلق بالضعف الجنسي، يتم في هذه الحالة تقديم العلاج الفوري بالهرمون بعد التأكد من عدم وجود ورم ناتج عن الخلل في نسبة هذا الهرمون، حيث أن النسبة الطبيعية لهرمون التستوستيرون لدى الرجال يجب أن تكون فوق nmol/L 12 ونسبته مرتبطة ارتبــاط وثيــق بالعـمر.
ويؤسفني القول بأننــا في المجتمعات المتطورة ننظر إلى مشاكل التقدم بالعمر على أنها مرتبطة بالأمراض، وهذه النظرة التشاؤمية تعتبر كارثية من الناحية النفسية، حيث انه من الطبيعي أن نشعر بالضعف عند التقدم بالعمر، ولكن يجب علينا أن ننظر للمسألة بشكل إيجابي فنحن ندخل في مرحلة حياة جديدة، وعلينا معرفة فــن التكيف مع الوضع الجديد، لنستطيع الاستمرار والمضي قدما في مسار حياتنا دون تعقيدات.