دكتور فايز ابو حميدان – يعتبر سرطان البروستات من السرطانات التي تصيب الرجال، وهو يأتي في المرتبة الثالثة من حيث عدد الوفيات بعد سرطان الرئة والقولون، حيث يتسبب بموت 3% من الرجال سنويا،
من الضروري أن يقوم الرجل ابتداء من سن 45 عام مراجعة طبيب المسالك البولية ولو لمرة واحدة سنويا، ليتم فحص المستقيم، واجراء صورة امواج صوتية، وفحص دم PSA للتعرف على نسبة الاجسام المضادة في البروستات، وهذه الفحوصات الثلاثة تعطي معلومات عن حجم التضخم في البروستات إن وجد ، حيث يقوم الطبيب في اخذ عينة من الورم لمعرفة ماهية التضخم أهو حميد أم خبيث.
وهذا المرض أكثر شيوعا عند كبار السن (سبعين سنة فما فوق)، وأحيانا يصيب اعمارا اقل ولسوء الحظ فإن هذا المرض يحدث بشكل صامت، مما يجعل اكتشافه متأخرا ويقلل فرص نجاح العلاج. والتعرف المبكر عليه هو أهم عوامل نجاح العلاج.
ليس كل تضخم في البروستات يعني سرطان، فهناك اورام حميدة ليس لها تأثير كبير، ويكفي مراقبة هذا التضخم بأخذ خزعة من الورم بشكل دوري، وهذا ما يسمى بالمراقبة النشيطة والتي تتطلب اجراء الفحوصات السابقة الذكر كل ثلاثة أشهر، إن من أهم اعراض اورام البروستات : عدم القدرة على تفريغ المثانة من البول تماما، إعاقة في عملية الإخراج عند الضغط على المستقيم ، وعدم امكانية السيطرة على البول. ويمكن أن تترافق مع سرطان البروستات علامات أخرى، مثل ظهور دم في البول، أو ظهور دم في السائل المنوي، أو شعور بعدم الراحة في الحوض، أو تورم في الساقين (إذا كان منتشرا في العقد اللمفاوية المحيطة)، أو آلام في العظام والعمود الفقري، وظهور الكسور في العظام ( إذا وصل إلى العظم)، وهي المراحل المتقدمة للمرض، ان طرق العلاج الرئيسية والتقليدية تتمثل باستئصال البروستات بعملية جراحية، والتي بدورها قد تؤدي الى مضاعفات من اهمها العجز الجنسي، ولذلك يكون الرجل امام خيارين صعبين إما الوفاة بالسرطان او فقدان الحياة الجنسية.
ويحدث الضعف الجنسي نتيجة حتمية لإصابة الأعصاب والأوردة والشرايين المسؤولة عن الانتصاب خلال العملية الجراحية، وهو ما يسمى erectile dysfunction. ولكن يوجد لهذه المشكلة حلول متعددة وعلى الرجل أن يتعامل مع هذه المسألة بكل واقعية، ويراجع اصحاب الاختصاص لتلقي المساعدة.
ومن الطرق الحديثة لعلاج سرطان البروستات، هي استخدام الصدمات الكهربائية والامواج الصوتية irreversible electroporation IRE والتي تتسبب في اجراء ثقوب في جدار الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة. وقد حققت هذه الطريقة نجاحا كبيرا في علاج المرضى، وهناك امال وتطلعات مهمة لاستخدام نفس الطريقة في علاج سرطانات اخرى في الكلية والمبايض والقولون .